السلام عليكم . أنا فتاة ابلغ من العمر 24 عاما تخرجت من احدى كليات القمة كما يطلق عليها في بلادنا..على قدر كبير من الثقافة والاطلاع.
وهذا كان بفضل دراستي وأبي الذي رباني أنا واخوتي على ذلك حافظة للقران وأحمد الله على ذلك,,
عائلتي ميسورة الحال واعيش في حي سكني راق ولله الحمد وأعمل في وظيفة مرموقة...تقدم لخطبتي شاب في ال 27 من عمره اتم دراسته الجامعية ولكنه لم يتخرج من احدى كليات القمة ولكن احدى الكليات التي تدفع فيها الاهالي اموالا ليحصل ابنائهم على شهادة ولكن النتيجة خريج بلا علم وهذا حال كثير من الشباب
أشهد لهذا الخاطب ويشهد له الجميع بحسن خلقه وسيرته الطيبة والتزامه في الصلاة وان لم يكن يصليها في المسجد وطيبه قلبه وكأنه طفل صغير اذا نظرت اليه دخل قلبك من اول وهلة وهذا ما حدث معي منذ اول لقاء شعرت بارتياح وقبول منذ اول لحظة في الرؤية الشرعية
عمله جيد وراتبه متوسط ولله الحمد ، تمت خطبتي على هذا الشاب ولكن المشكلةالرئيسة كثيرا عند حديثي معه اشعر بفارق كبير في الثقافة فخطيبي بسيط جدا وانا اشعر اني معقدة جدا.. ثقافته العامة محدودة جدا لا يعرف كثير من الاشياء التي اتحدث عنها لا يحب القراءة وانا أحب القراءة
ذات مرة قلت له ان الدراسات العلمية قد اثبتت ان عقلية البنت اكبر من عقلية الولد فقال لي انه اول مرة يسمع مثل هذا الكلام فتعجبت جدالأن هذا الكلام مشهور جدا وقس على هذا الكثير، أشعر كثيرا ان حدود معرفته لا تتناسب مع عمره وانه غير منفتح على ما حوله منغلق كثيرا على نفسه مقتصرا بما عنده من علم وثقافة
على الرغم من انه متابع جيد لما يدور على الساحة من احداث ومهتم بالسياسة ويحب مباريات كرة القدم كما احس ان قلة ثقافته وخبراته في الحياة وخبراته مع الجنس الاخر تؤثر على طريقة كلامه معي فأشعر بكلامه خارجا بدون اي مجاملات صريحا مباشرا يفتقر الى الكثير من الكياسة
لا يسبب لي كلامه اي نوع من انواع الأذى ولكنه غير منمق او مسترسل او بمعنى اخر ليس لديه فن اجراء حوار إذا تحدثت اليه ليدعم نفسه بأخذ دورات في اللغة الانجليزية لانه ضعيف فيها لم اجد منه سوى ردا محبطا عندما نتزوج او يقول لي لا احتمل المذاكرة او يقول لي ظروف عملي لا تسمح لي بذلك ولكنه يعود ويقول كلامك صحيح واحتاج لمن يشجعني على ذلك
لديه موهبة كبيرة جدا في الرسم فقلت له ذات مرة ان يحصل على دورات في هذا المجال فلقي كلامي في نفسه غاية وفي اليوم التالي وجدت منه اهتماما كبيراجدا بأن يسأل على هذه الدورات ولكنه لم يستمر صليت الكثير من صلوات الاستخارة ولم احلم بشيء ولكني كنت اجد دائما تيسيرا في الامور كلما حدثت صعوبات ومشاكل وجدت تيسيرا
وسبحان الله كلماوصل الامر الى الذروة بانهاء الخطبة
وجدت امورا غريبة تحدث تغير مجرى الاحداث ، خطبتي الان مر عليها شهرين ولا اعلم ماذا افعل هل انهيها ام اكمل واقوم بدوري في تحفيزه بأن يحسن من ثقافته ويطور من نفسه
أكثر ما أخشاه هو الا اجد منه رجاء او سعي لذلك متحيرة في امره ففي بعض الاحيان اجد منه استجابة لكلامي وفي احيان اخرى اجده يقول كبر بي العمر ولا اطيق الدراسة ولا المذاكرة دعي ذلك لبعد الزواج وانت معي اعلم ان كلامك صحيح وانا بالفعل احتاج لمن يحمسني لمثل هذه الامور
لا اعرف ماذا افعل معه واخشى ان اظلمه بانهاء الخطبة فقد بدأت أحس بتعلق قلبه بي وايضا اخشى ان اتمها فاصطدم بفجوة في الفكر بيني وبينه نتيجة لمعرفتي بأشياء لا يعرف عنها أو يظل على حاله غير راغب في ان يحسن او يطور من نفسه
كل هذه الامور تدور في رأسي تجعلني دائما غير راغبة في ان اتعلق به فاخاف ان اتعلق به وتتنهي هذه الخطبة ويعتصر قلبي الما ولا اريد أن اظلمه في نفس الوقت قد فوضت امري الى الله منذ بداية هذا الخطبة وتوكلت عليه ولكن اريد مشورتكم وشكرا لكم جزيلا
أختي الكريمة.. سهيلة ...........حفظكِ الله
فإنه ليسرنا أن نرحب بكِ في موقعكِ المستشار، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بكِ، وكم يسعدنا اتصالكِ بنا في أي وقت, وعن أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك.
وأن يمنّ عليكِ بالزوج الصالح الطيب المبارك الذي يكون عونًا لك على طاعته ورضاه، وأن يجنبكِ وخطيبكِ الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجمع بينكما في الحلال على خير عاجلاً غير آجل، إنه جواد كريم.
ما أروع تربيتكِ من الجمع بين حفظ كتاب الله وطلب العلم والإطلاع والثقافة رفع الله بها قدركِ في الدنيا والآخرة.
مشكلتكِ هي ( التردد في الموافقة على خطيبكِ الأقل منكِ في المستوى الثقافي )
غاليتي.. بالنسبة للصفات التي ذكرتها بخطيبك ذكرتِ الكثير من الإيجابيات في شخصيته منها: التزامه بالصلاة والطيبة والأدب ورحابة الصدر بحيث يتقبل منكِ ما تطلبي منه، وحبه لكِ وحلمه عليكِ، ألا تعتقدين أن هذه الصفات هي عملة نادرة في هذا الزمن وقلما تتوفر وتجتمع في شخص دفعةً واحدة؟!!
ونصيحتنا لكِ -أيتها الكريمة- أن لا تجعلي من الفارق بينكِ وبين خطيبكِ في المستوى الثقافي سببًا للنفور منه، أو مدخلاً للشيطان يحاول من خلاله إيجاد الوحشة بين قلبيكما, ونفرت كلٍ منكما من الآخر، فإن تدنّي مستوى هذا الخاطب عنكِ لن يحول أبدًا دون قيام حياة زوجية سعيدة, ما دامت مبنية على تقوى من الله ورضوان، لذلك عليك إتباع الآتي:
1- أهم ما ينبغي للمرأة أن تختاره في زوجها: أن يكون صاحب دين وخلق، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
وهاتان هما الركيزتان الأساسيتان لقيام حياة زوجية سعيدة؛ فإن دين الزوج يمنعه ظلم زوجته، وحسن خلقه يدعوه إلى حسن معاشرتها، وما عدا ذلك عوارض وأمور تطرأ وتزول, لا ينبغي أن تكون مقياسًا تقيس به المرأة من تختاره زوجًا لها.
2- خذي قرارًا من داخل نفسك من الآن أنكِ لا تعتبرين هذا عيبًا فيه، وأنكِ تتقبلنه كما هو وبعد ذلك -بإذن الله- سوف تستطيعين أن تزدادين أنتِ وهو في التطلعات والثقافات المختلفة.
3- وينبغي عليكِ أن لا تشعريه أبدًا بأنه أقل منكِ في التفكير أو أقل منكِ في المستوى الثقافي؛ لأن هذا الأمر يقتل الرجل داخليًا ويقتل العاطفة والحب في قلبه، قد يكون في الظاهر يتعامل معكِ على أنه يحبك ولكن في الواقع يكرهك؛ لأنكِ دائمًا تضغطين على نقطة الضعف التي عنده، ولذلك إياك ثم إياك أن تتكلمي معه أبدًا عن هذا الموضوع، أعتبري الموضوع موضوعًا عاديًا جدًّا.
وحاولي أن تتكلمي معه إذا وجدت نقطة معينة فيها بعض القصور، حاولي أن تقدمي رأيكِ وأن تقولي له: ما رأيك أن نفعل كذا وكذا، وكأنه رأيه هو، وبذلك سيحبك جدًّا؛ لأنه سيعلم أنكِ سترت عليه، ويعلم أنكِ تساعدينه، ويعلم أنكِ تعرفين نقطة ضعفه إلا أنكِ لم تعاتبيه فيها، وبذلك ستكون حياتكما في قمة السعادة.
4- ومن الممكن فعلاً إذا تزوجتما أن تستطيعي أن تعينيه على أن يقرأ بعض الكتب مثل: «كيف تكون قياديًا ناجحًا» و«كيف تكون لك القدرة على صنع القرار» وتوجد الآن دورات وكتب تتكلم عن ذلك، وأيضًا أن تطوري لديه موهبته في الرسم وإنه قد أبدى استعداده وتحفزيه بها بالإمكان أن تكون دخل مُعين لكم في الحياة...وغيرها.
5- اعملي يا أختي لكِ جدول، ضعي محاسن هذا الزواج ومساوئه، ثم أمعني في التفكير، واختاري ما هو مناسب لكِ أنتِ.
6- يجب عليكِ أن تكرري صلاة الاستخارة، فتستخيري رب العباد بصلاة ركعتي الاستخارة، ودعائه دعاء المضطر أن ييسر لكِ هذا الزواج إن كان زواجكِ به خيرًا لكِ، (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً).
(اللهم إن كان زواجي بهذا الرجل خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري اللهم فقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه)، فالجئي إلى الله -جل وعلا-فقد قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).
بخصوص موضوع الاستخارة فليست الرؤيا بعدها شرطا من شروطها ولاينبغي التعلق بالرؤيا بل التيسير أو عدمه هو الأساس والتوكل على الله في اختيار الخير للمرء فإن تيسر لك الأمر فالحمدلله على قضاءه وإن صرفك عنه صارف بضيق صدر مثلا أو أخبار غير جيده عنه أو لم يتيسر الأمر فثقي أن الله سيعوضك خيرا منه-ومما نؤكد عليه أن تُعطي نفسكِ فرصةللاستشارة.
وكذلك لصلاة الاستخارة، فما ندم من استشار وما خاب من استخار، أتمنى لك اختياراً موفقاً، واستقراراً في حياتكِ الزوجية، وسعادة أبدية.
وأخيرًا.. أشكركِ على الاستعانة بالموقع، ونتمنى لكِ دوام التوفيق في حياتكِ، وابتسامة تشرح صدركِ،ِ ونحن في انتظارك
الكاتب: أ. ابتسام صالح الخوفي
المصدر: موقع المستشار